ملخص الأدب بوصفه منجزا إنسانيا منفتحا على فضاء التصورات المختلفة، فإنه بطبيعة الحال لا يكون أسير نظرية واحدة، وإنما يتشكل من نظريات لها إطارها الفكري والاجتماعي والسياسي. ومن هذا المنطلق كانت صياغة نظرية أدبية إسلامية ضرورة في خضم هذا الحراك العالمي المعاصر، لإعادة الخصوصية العقدية والحضارية. ولإنجاز هذا المشروع الحضاري للأدب الإسلامي، فلا بد من مواجهة كثير من التحديات، بجملة من المعايير والضوابط التي تحفظ جوهره الحداثي، لأن الحداثة الرائجة غيّبت حوافزها النبيلة وأهدافها الإنسانية، وتجاهلت إغناء التجارب الإنسانية بالقيّم الخالدة، وذلك للوصول إلى مقاصده من خلال تحقيق التوازن المطلوب بين الأصالة والمعاصرة، والأنا والآخر، واحترام عناصر الديمومة والثبات، والانفتاح على مظاهر التجديد والتغيير. ونشدان التوافق الروحي والعقلي في الرؤية والتشكيل، يعزز قيمته الفكرية والجمالية غير المتصادمة مع منظوره للكون والعالم القائم على التصور الإسلامي المنبثق عن العقيدة الإسلامية الصحيحة، المبنية على الحقائق الكبرى المتمثلة في حقيقة الله والكون والحياة والإنسان. ويسعى بخصائصه الشمولية والغائية إلى تبصرة الإنسان بهدف وجوده، وهو عبوديته لله، وحرصه عن طريق التفكر والتدبر، على صياغة الممارسة الإيمانية المستمدة من قواعد والتوحيد، والسنن الربانية الثابتة والمحققة لمعنى الاستخلاف الذي يُعمق روابط التواصل والتعارف الإنساني. والأدب الإسلامي في إطاره الحضاري يركز أساسا على قيم الحضارة الإسلامية التي أبهرت البشرية بقيمها السامية من خلال الالتقاء بالفطرة، وحماية الإنسان من الشرك وربطه بخالقه، وضبط سلوكه، ودفعه إلى التأمل في الكون، وإعطائه التوازن بين مقاصد الروح ومطالب الجسد، والجمع بين عالم الغيب وعالم الشهادة. وتسعى هذه المقاربة النظرية إلى تأكيد ضرورة الأدب الإسلامي الحضارية في العصر الراهن وما نجم عنه من ثورات فلسفية وتكنولوجية، انعكست على الأدب العام بمفاهيم وبدائل الحداثة وما بعدها، وعبّرت عنه ثقافة العولمة، وذلك من خلال استقراء الأبعاد الحضارية لهذا الأدب، حيث يحقق توحّدا إسلاميا في الإحساس والرؤية والتجربة والمقصدية والانفتاح على الآخر، لأن الأمة التي يجمعها كتاب واحد لها أدب ينشد قيم الحق والخير والجمال، مما يجعل خطابه الإسلامي يتصف بسمات العالمية السمحاء التي تؤمن بوحدة الإنسانية رغم التعدد والاختلاف. وتخلص إلى الإجابة عن الأسئلة النقدية المتعلقة بتحديد البعد الحضاري للأدب الإسلامي بقيمه الفكرية والجمالية، لمعرفة مدى تحقق عالميته. ولا يزال العالم إلى يومنا يريد أن يعرف الأمة الإسلامية، والفكر والإبداع الذي تصدره وتعبر عنه، وهل يستطيع هذا الأدب أن يؤدي دوره الفاعل في حياة هذه الأمة بواقعها ومستقبلها المستشرف، وهل هناك ضرورة لتأكيده وسط التحديات العالمية المعاصرة.
The Literature is described as an opened human fulfillment to different conceptions, so it will not be only tied to one theory,but is formed of theories got their intellectual, social and political framework. And from this perspective, the necessity was a forming of an Islamic literary theory because of this contemporary univerasl mobility for renovating the ideological and the cultural peculiarity. This theoretical approximation attempted to assure the necessity of the civilized Islamic Literature in the actual age, generated philosophical and technological revolutions that impacted the public literature with the modernity concepts and alternatives expressed by the globalization culture, this through the cultural dimensions induction of this literature, wherever reach an Islamic union in the sense, the vision, the experience, the intent and the openness toward the other; for the nation which one book gather has a literature seeks the truth, the goodness and the beauty values, making his Islamic Speech featured by the universality noble attributes believing in the humanity unity; even if pluralism and difference. And this approximation ended to respond the critical questions linked to determining the Islamic literature cultural dimension with its intellectual and aesthetic values, to know the extent of achievement of this literature universality and what is the thought and the creativity it issues and expresses and is this literature able to perform its effective role in this nation life with its foreseeing fact and future and is there a necessity to stress on what is called Islamic literature within the contemporary universal challenges.